responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 390

الإلهية لأنه الوسيلة التي يطهر بها الإنسان من الأمراض التي تحول بينه وبين أن يعيش حقيقته الجميلة.

5 ـ الشفاعة وشروطها:

من تجليات العدالة والرحمة الإلهية بعد تلك المواقف الشديدة التي يمر بها الخلق في أرض المحشر الإذن بالشفاعة لمن يستحقون ذلك؛ فالشفاعة تجل من تجليات العدالة الإلهية، كما أنها تجل من تجليات رحمته.

أما كونها من تجليات عدالته؛ فذلك لأنها منضبطة بقوانين عامة يمكن لأي شخص أن يستفيد منها، بخلاف المحسوبيات والوسائط في الدنيا، والتي لا ضابط لها إلا الأهواء المجردة.

وأما كونها من تجليات رحمته، فذلك لأنها من أنواع الجزاء التي يجازي الله بها عباده الشافعين، لبيان مكانتهم وفضلهم ومراتبهم.

كما أنها من أنواع الجزاء التي يجازي بها الطالبين للشفاعة لكونهم قاموا بأنواع من الأعمال الصالحة تستحق ذلك النوع من الجزاء.

وبذلك؛ فإن الشفاعة في حقيقتها نوع من أنواع الجزاء الإلهي، مثله مثل سائر أنواع الجزاء الموجودة في الدنيا، أو في الآخرة، فقد أخبر الله تعالى أن الصلاة يمكنها أن تزيل الكثير من السيئات، وتمحو آثارها، وبذلك يمكن اعتبارها شفيعا لصاحبها المؤدي لها الصادق معها، كما قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]

ومثل ذلك أخبر الله تعالى عن الإيمان والعمل الصالح، فهما من الشفعاء الذين تكفر بهم الذنوب، ويرفع بهما العقوبات المرتبطة بها، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت:

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست