نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 325
للنجاة
ببركة مساعدتهم ومعونتهم ونجدتهم، وعلى هذا الأساس، فأصحاب الأعراف فريقان: ضعفاء
الإيمان والمتورطون في الذنوب الذين هم بحاجة إلى الرحمة، والأئمة السادة الذين
يساعدون الضعفاء في جميع الأحوال) [1]
ثم قرب
صورة ذلك من خلال النشأة الأولى، فقال: (والنقطة الجديرة بالإلتفات هي أن الحياة
في العالم الآخر مبتنية على أساس النماذج والعينات الموجودة في هذه الدنيا، فهكذا
الحال بالنسبة إلى الأعراف، لأن الناس في هذه الدنيا ثلاث فرق: المؤمنون الصادقون
الذين وصلوا إلى الطمأنينة الكاملة في ضوء الإيمان، ولم يدخروا وسعا في طريق
المجاهدة، والمعاندون وأعداء الحق المتصلبون المتمادون في لجاجهم الذين لا يهتدون
بأية وسيلة، والفريق الثالث هم الذين يقفون في هذا الممر الصعب عبوره ـ في الوسط
بين الفريقين، وأكثر عناية القادة الصادقين وأئمة الحق موجهة إلى هؤلاء، فهم يبقون
إلى جانب هؤلاء، ويأخذون بأيديهم لإنقاذهم وتخليصهم من مرحلة الأعراف ليستقروا في
صف المؤمنين الحقيقيين، ومن هنا يتضح أن تدخل الأنبياء والأئمة في انقاذ هذا
الفريق في الآخرة كتدخلهم لذلك في الدنيا لا ينافي أبدا قدرة الله وحاكميته على كل
شيء، بل كل ما يفعلونه إنما هو بإذن الله تعالى وأمره) [2]
وبذلك
يكون دور هؤلاء يشبه الشفعاء من ناحية شفاعتهم للمؤمنين الثابتين على الحق،
المقصرين في القيام بتكاليفه، وفي نفس الوقت دور المتشدد مع غيرهم، من الذين
واجهوا الحق، وحاربوه وحرفوه.
د ـ شهادة الملائكة:
وهي من الشهادات الكبرى المعتبرة، لأن من
التكاليف التي كلف بها الملائكة