نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 320
ما
يذكره أتباعهم من الطمع في الجنة.
لكن لو
أنهم اعتبروا الأعراف محلا يجتمع فيه الأئمة الهداة مع أتباعهم من الذين ذكرهم
الله تعالى في قوله: ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [فاطر: 32] لحلت كل
الإشكالات.
خاصة
إذا دعم ذلك بقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾
[التكوير: 7]، وهو ما يشير إلى أن كل المتشاكلين يجتمعون في محل واحد، كما روي في
الحديث أن رجلا جاء إلى رسول الله a؛ فقال: يا رسول الله، كيف
تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله a: (المرء مع من أحب)[1]
وهذا
القول الذي اخترناه، والذي تجتمع فيه الآيات القرآنية الخاصة بأصحاب الأعراف قال
به الكثير من العلماء من المدرستين السنية والشيعية.
فمن
المدرسة السنية، قال الشيخ محمد رشيد رضا: (فكما ثبت أن كل رسول يشهد على أمته أن
أمة محمد a شهداء على جملة من الأمم بعده؛ ثبت أيضاً أن في الأمم شهداء غير الأنبياء
عليهم السلام، قال الله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ
بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، وقال
في خطاب هذه الأمة: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا
شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾
[البقرة: 143]، وقال في صفة يوم القيامة: ﴿وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ
بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ