نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28
مصادر
معتقدات بلاد ما بين النهرين في الآخرة تأتي من فترات متميزة في تاريخ بلاد ما بين
النهرين، وتشمل الثقافات السومرية والأكادية والبابلية والآشورية. لذلك، يجب أن
نكون حريصين على عدم اعتبار معتقدات ما بعد النهر في بلاد ما بين النهرين ثابتة أو
موحدة. ومثل كل النظم الثقافية، تحولت أفكار بلاد ما بين النهرين من الحياة الآخرة
على مر الزمن. كما تباينت المعتقدات والممارسات المتعلقة بالحياة الآخرة مع الوضع
الاجتماعي والاقتصادي وتختلف في النماذج الدينية الرسمية والشعبية. ومع هذا، فإن
الاستمرارية الثقافية بين الحضارة السومرية وخلفائها تسمح بتوليف مصادر متنوعة من
أجل توفير مقدمة عمل لمفاهيم بلاد ما بين النهرين في الحياة الآخرة)[1]
ومن
الأساطير التي كانت تنتشر إبان الحضارة السومرية، والمرتبطة بالحياة بعد الموت تلك
الأسطورة التي تذكر أن (الإله الراعي دوموزي (تموز في الصيغة البابلية) كان قد
تجنب الوقوع في شباك الإلهة عشتار، فسلمته عقاباً له لناظر العالم السفلي. وبعد
حين شعرت عشتار بالندم على فعلتها، فقررت إنقاذه من الموت. عقدت عشتار صفقة مع آلهة
العالم السفلي لإعادة دوموزي، على أن يحل أحد مكانه لبضعة أشهر يعود فيها إلى
الحياة، ثم بعد فترة ينزل للعالم السفلي من جديد. تطوعت كوشتينانا (أخت دوموزي)
لفدائه، حيث تحل محله في العالم السفلي لستة أشهر من كل عام، ويتمتع هو بحريته في
هذه المدة على سطح الأرض. ويتم ذلك عن طريق طائر الفنيق أو العنقاء، كرمز لعودته
للحياة)[2]
وبناء على هذه الأسطورة أصبح طائر
النار المسمى بطائر الفنيق رمزاً للبعث والعودة للحياة، وبعدها أصبح الكنعانيون
يحتفلون كل عام في بداية الربيع بعيد عودة دوموزي
[1]
انظر: مقالاً حول عادات بلاد ما بين النهرين القديمة في الحياة الآخرة، بقلم م.
تشوكسي، في 20 حزيران / يونيو 2014، نقلا عن المرجع السابق..