نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 264
يذكروا الله إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة)[1]، وقال: (ما
من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة، وما من رجل مشى طريقا
فلم يذكر الله عز وجل إلا كان عليه ترة، وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر الله
عز وجل إلا كان عليه ترة)[2]
ج ـ الانتظار والشفاعة:
ورد في الروايات الكثيرة ذكر الانتظار الطويل
الذي يعانيه البشر في أرض المحشر للمحكمة الإلهية، والبت في قضاياهم، ومن تلك
الروايات ما روي عن الإمام الصادق أنه قال: (إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلا
أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله عز ذكره. فإذا علم
الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه؛ فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
عليها، فإن للقيامة خمسين موقفاً، كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا: ﴿فِي
يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: 5])[3]
ومع جمال هذه الرواية، والأبعاد العرفانية
والتربوية الكثيرة التي تحملها، نرى للأسف الكثير من الروايات التي دس فيها ما لا
يتوافق مع النصوص القطعية من القرآن الكريم والحديث الشريف، ولذلك لا يمكن قبول كل
ما فيها، بل تناقش على ضوء ما يعارضها من النصوص المقدسة.
ومن أشهر تلك الروايات تلك الرواية الطويلة
التي حدث بها أبو هريرة، والتي تردد كثيرا على المنابر، ويكاد يعرفها الناس جميعا،،
وقد ذكر فيها أن رسول الله a (أتي بلحم فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهش منها نهشة، ثم قال: أنا
سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في
صعيد واحد،
[1]
قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه عمرو بن الحصين العقيلى وهو متروك.
مجمع الزوائد: 10/80.
[2]
رواه أحمد، والترمذي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 80)