وتدل النصوص على مبلغ الهلع الذي يصيب
الظالمين والمحادين لله في ذلك الموقف الشديد الذي ينتظرون فيه المحكمة الإلهية،
كما قال تعالى:
﴿
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ
مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]، وقال:
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الله غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا
يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي
رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42 - 43]
ومظاهر العدالة في الحشر كثيرة جدا، نحاول
تلخيصها ـ بحسب ما تدل عليه النصوص المقدسة ـ في العناوين الثلاثة التالية:
أ ـ مواقف أهل الحشر:
تدل النصوص المقدسة الكثيرة على أن الخلق في
أرض المحشر يصنفون تصنيفات كثيرة، منها ما يرجع إلى محلاتهم وجيرانهم وأقاربهم من
أهل عصرهم، حتى يستطيعوا محاجة بعضهم بعضا، وطلب حقوق بعضهم من بعض، وقد أشار إلى
هذا قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس: 33 - 37]