نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248
المسائل،
لأن غرض المنكرين لا يرتبط بإنكار حقيقة المعاد، وإنما يرتبط بشكله وصورته، وقد
ذكرنا سابقا أن كل ذلك غيب محض، لأن الصور المتوهمة للأجساد في الآخرة تختلف كثيرا
عما نعهده من صور، كما ذكرنا ذلك في مقدمة هذا المبحث.
بقيت
الآن بعض الإشكالات في هذا الجانب يطرحها الفلاسفة أو غيرهم من القائلين بالمعاد
الروحاني، أو بعدم المعاد مطلقا، وقد أجاب عليها علماء الكلام قديما وحديثا إجابات
كثيرة، وهي مبنية على توهم أن هذا الجسد الذي نعيش به في الدنيا هو نفسه الذي
سيبعث، وليس المادة الأساسية المشكلة له، والمتضمنة في الخارطة الجينية، والتي
يمكنها في ظل الظروف المناسبة، أن تعود للحياة من جديد.
وسنذكر
هنا ملخصا مبسطا لأهم تلك الشبهات، معتمدين على ما كتبه بخصوصها الشيخ مكارم
الشيرازي، باعتباره حاول طرحها وفق منهج [علم الكلام الجديد]، من حيث التبسيط
والأمثلة ونحوها.
الشبهة الأولى:
وهي
الشبهة التي يطلق عليها [شبهة الآكل والمأكول] وهي من أقدم الشبه، وخلاصتها، أننا
لو فرضنا أن إنساناً حين القحط والمجاعة تغذى على لحم آخر بحيث أصبح جزءا من بدن
الإنسان الأول، أو جميعه من لحم الإنسان الثاني، فهل ستنفصل هذه الأجزاء في المعاد
عن الإنسان الثاني أم لا؟ فإن كان الجواب بالإيجاب أصبح بدن الإنسان الثاني
ناقصاً، وإن كان الجواب بالسلب كان بدن الإنسان الأول ناقصاً [1].
ومثلها
ما يجري دائماً في الطبيعة حيث يموت الناس، ويصبح بدنهم تراباً، ويصبح التراب
جزءاً من الأرض، ثم يتبدل بعد امتصاصه من قِبل جذور الأشجار تدريجياً إلى نبات