نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228
ويبدو كذلك أن الأرض في تلك النشأة الجديدة،
وبالقوانين الجديدة، ستكون أكبر من الأرض التي نعرفها، ومختلفة في تضاريسها
ومناخها عنها، كما قال تعالى يصفها: ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)﴾
[الانشقاق: 3 - 5]
وحتى الجبال والمرتفعات التي كانت تشكل حواجز
كبرى فيها، تدك، كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا
نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ
فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾
[الحاقة: 13 - 15]
وأخبر الله تعالى أنها تتحول عن صلابتها
وقسوتها؛ فتصبح هينة لينة كالرمل الناعم، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ
الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً ﴾
[المزمل:14]، أي أنها تصبح ككثبان الرمل بعد أن كانت حجارة صماء، والرمل المهيل:
هو الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك ما بعده.
وأخبر أنها تصبح كالعهن، وهو الصوف، قال
تعالى: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ﴾ [المعارج: 9]، وقال: ﴿وَتَكُونُ
الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ [القارعة: 5]
وأخبر عن إزالتها بتسييرها ونسفها، فقال: ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴾ [التكوير:3]، وقال: ﴿وَإِذَا
الْجِبَالُ نُسِفَتْ ﴾ [المرسلات:10]
وبين حال الأرض بعد ذلك التسيير والنسف، فقال:
﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً ﴾
[الكهف:47]
وبذلك تصبح الأرض ظاهرة لا ارتفاع فيها، ولا
انخفاض، كما قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ
يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا
وَلا أَمْتًا ﴾ [طه:105 - 107]
وقد ورد تقريب صفة تلك الأرض التي يقع فيها
العرض والحساب في قوله a:
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228