نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 216
له
رغاء، فيقول: يا محمد، يا محمد. فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد بلغتك. ولا
أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة، ينادي: يا محمد، يا محمد.
فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد بلغتك. ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل
قشعا من أدم، ينادي: يا محمد، يا محمد. فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد بلغتك)[1]
وفي
حديث آخر عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله a رجلا من
الأزد يقال له: ابن اللتبية على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم وهذا أهدي لي. فقام
رسول الله a على المنبر فقال: (ما بال العامل نبعثه
فيجيء فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي. أفلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه
أم لا؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحد منكم منها بشيء إلا جاء به يوم القيامة
على رقبته إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر)، ثم رفع يديه حتى
رأينا عفرة إبطيه ثم قال: (اللهم هل بلغت) ثلاثا[2]
وهو ما
صرح به قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ
يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ
وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161]
هذه
مجرد نماذج عن بعض الصور والمشاهد التي تدل على حقيقة ذلك العالم، وكونه مبنيا على
صورة النفوس التي تشكلت في الدنيا، أو في مرحلة البرزخ.
ونفس
الشيء ينطبق على القوانين والظواهر الطبيعية، حيث ستكون مختلفة تماما عما نراه من
قوانين وظواهر، ذلك أنها لا تكون عامة، بل ترتبط بكل فرد، حسب طبيعته، والعمل الذي
قام به في الدنيا.
ومن
الأمثلة على ذلك ما ورد في العرق الشديد الذي يصيب الخلائق، والذي يتفاوت بحسب
أعمالهم، مع أن قوانين الدنيا لا تقبل ذلك، فالحر إن نزل أصاب الجميع،