وقد
ذكر الشوكاني وجه الاستدلال بها، فقال: (ووجه الاستدلال بها أنه a
حي في قبره بعد موته كما في حديث: الأنبياء أحياء في قبورهم، وقد صححه البيهقي
وألف في ذلك جزءا)[2]
وقال
السبكي: (دلت الآية على الحث على المجيء إلى الرسول a والاستغفار عنده واستغفاره لهم، وذلك وإن كان ورد في حال الحياة، فهي رتبة له لا تنقطع بموته، تعظيما له.. والآية وردت في أقوام معينين
في حالة الحياة، فتعم بعموم العلة كل من وجد فيه ذلك الوصف في الحياة وبعد الموت،
ولذلك فهم العلماء من الآية العموم في الحالتين، واستحبوا لمن أتى قبره a
أن يتلو هذه الآية ويستغفر الله تعالى)[3]
بل إن
فقهاء الصحابة استدلوا بهذه الآية على ذلك، فقد روي عن عبد الله بن مسعود قال: (إن
في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها، وقد علمت أن العلماء إذا مروا
بها يعرفونها وذكر منها: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله
تَوَّابًا رَحِيمًا﴾[النساء: 64])[4]، ففرح ابن مسعود بهذه الآية ظاهر في أنها عامة.
وقد
أيد ذلك بأحاديث كثيرة تشير إلى مدى تأثير رسول الله a في حياة الأمة، بعد وفاته،
ومنها قوله حديث الرجل الضرير الذي أتى إلى النبي a فقال: ادعُ الله أن يعافيني،
[1]
أخرج هذه الرواية ابن الجوزي في (مثير العزم الساكن إلىٰ أشرف الأماكن) وابن
عساكر في (تاريخ دمشق) والقسطلاني بأسانيدهم، انظر: شفاء السقام: 62 - 63، مختصر
تاريخ دمشق 2: 408، والمواهب اللدنية 4: 583.