نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 166
حضرتها
في ذاتها شيئاً آخر من ماهية الرطوبة وطبيعتها من حيث هي، ولها ظهور آخر عقلي فيه
بنحو وجود عقلي مع هوية عقلية، فانظر حكم تفاوت النشآت في ماهية واحدة لصفة واحدة،
كيف فعلت وأثرت في موضع الجسم شيء وفي قوة أُخرى شيئاً آخر، وفي جوهر شيئاً آخر
وكلّ من هذه الثلاثة حكاية للآخرين، لأنّ الماهية واحدة والوجودات متخالفة، وهذا
القدر يكفي المستبصر لأن يؤمن بجميع ما وعد الله ورسوله أو توعد عليه في لسان
الشرع من الصور الأُخروية المرتبة على الاعتقادات الحقّة أو الباطلة أو الأخلاق
الحسنة والقبيحة المستتبعة للذات والآلام إن لم يكن من أهل المكاشفة والمشاهدة)
[1]
وما
ذكره صدر المتألهين وغيره في هذا المجال أصبح أكثر وضوحا في عصرنا هذا بسبب
القوانين العلمية المرتبطة بالمادة، وتحولها إلى طاقة، أو العكس.. بالإضافة إلى
تحول الطاقة إلى أشكال مختلفة، وقد ورد في الموسوعة البريطانية: (المادة والطاقة
مظهران لحقيقة واحدة، المادة عبارة عن الطاقات المتراكمة، وربما تتبدّل المادة في
ظروف خاصة إلى الطاقة، فتكون الطاقة وجوداً منبسطاً للمادة، كتبدّل مادة الغذاء
الذي يتناوله الإنسان إلى حركة، وكتبدّل وقود الحافلات إلى طاقة حركية.. ويعتبر مفهوم
حفظ الطاقة أحد المفاهيم الأساسية الذي يكون حاكماً على كافة الظواهر الطبيعية،
بمعنى أنّ كافة التفاعلات والتحولات التي تحدث في عالم الطبيعة لا تخرج عن هذا
الإطار العام وهو أنّ عموم الطاقة لا يتغير فيها أبداً. فالطاقة يمكن أن تتبدّل
إلى أنواع مختلفة، وهذه الأنواع تشمل الطاقة الحركية، الحرارية، الكهربائية،
الكيميائية، والنووية)[2]
وقد
حاول السبحاني أن يربط بين تجسم الأعمال، وما ذكره العلم حول المادة والطاقة،
فقال: (كلّ عمل يقوم به الإنسان ـ سواء كان طاعة أو معصية ـ يعدّ جزءاً من عالم