responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 136

وقد أشار الغزالي إلى هذا المعنى عند حديثه عن ضرورة التوبة، فقال: (ازدوج في طينة الإنسان شائبتان، واصطحب فيه سجيتان، وكل عبد مصحح نسبه إما إلى الملك أو إلى آدم أو إلى الشيطان؛ فالتائب قد أقام البرهان على صحة نسبه إلى آدم بملازمة حد الإنسان، والمصر على الطغيان مسجل على نفسه بنسب الشيطان؛ فإما تصحيح النسب إلى الملائكة بالتجرد لمحض الخير فخارج عن حيز الإمكان، فإن الشر معجون مع الخير في طينة آدم عجنا محكما لا يخلصه إلا إحدى النارين: نار الندم، أو نار جهنم؛ فالإحراق بالنار ضرورى في تخليص جوهر الإنسان من خبائث الشيطان، وإليك الآن اختيار أهون النارين، والمبادرة إلى أخف الشرين، قبل أن يطوى بساط الاختيار، ويساق إلى دار الاضطرار، إما إلى الجنة، وإما إلى النار)[1]

وما ذكرناه وذكره الغزالي، وإن كان مرتبطا بكل المعاصي، إلا أن هناك معاصي لا يكفي فيها الندم، ولا التوبة، ولا غيرهما، ولا تكفي فيها مرحلة البرزخ.. وهي المعاصي المتعدية، والتي نصبت لها موازين خاصة، ولها مواقف يوم القيامة، عندما يجتمع الخلائق في صعيد واحد، وهناك تعاد الخصومات من جديد لترد الحقوق إلى أصحابها، وفق قوانين العدالة الإلهية المطلقة.

وبما أن مرحلة البرزخ مرحلة تربوية محضة، يذوق فيها الإنسان آلام ذنوبه، ليمتلئ نفورا منها، فقد ورد في الروايات خلوها من الشفاعة، إلا أنها تعوض بدل ذلك بوصول جزاء تلك الأعمال المتعدية التي قام بها صاحبها، كما قال a: (إذا مات الإنسان، انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)[2]

ومن الروايات الواردة في هذا ما روي عن الإمام الصادق أنه قال: (أما في القيامة


[1] إحياء علوم الدين (4/ 2)

[2] أحمد 2/372(8831)

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست