نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122
غير
غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضاً، حتى يأتوا به باب
السماء، فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض!، فيأتون به أرواح
المؤمنين، فلهم أشدُّ فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل
فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟
قالوا: ذُهب به إلى أمه الهاوية، وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح،
فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطاً عليك إلى عذاب الله ـ عز وجل ـ؛ فتخرج كأنتن ريح
جيفة، حتى يأتون به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح! حتى يأتون به أرواح
الكفار)[1]
فهذان
الحديثان يذكران تكفين نفس الإنسان أو روحه عند قبضها، وهو يعني أنها تموت هي
الأخرى، وهو يتنافى مع النصوص التي تبين أن الموت لا علاقة له بالنفس ولا بالروح،
وإنما علاقته لا تتعدى الجسد، أو انفصال ارتباط الروح بالجسد.
وربما
يكون المقصود بذلك هو توفير الجسد الجديد الذي تنزل فيه نفس الإنسان بعد وفاته..
والذي يتناسب مع طبيعتها، كما سنذكر ذلك في المبحث الثاني.
ويشير إليه قوله تعالى في وصف مصير الشهداء، وكونهم أحياء حياة حقيقية: ﴿
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [آل عمران: 169، 170]
ويشير
إليه من الحديث ما ورد في الرواية عن ابن عباس قال: بينما رسول الله a جالس وأسماء بنت عميس قريبة
منه إذ رد السلام، ثم قال: (يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل
وإسرافيل سلموا علينا فردي عليهم السلام، وقد أخبرني أنه