نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
السموات
والأرض بالنسبة للعرش كحلقة في فلاة.
وهذا
لا يعني طرح الحديث جميعا، فقد يكون صحيحا، ويكون الموضوع فيه هو ذلك النص فقط،
ذلك أن الكثير من رواة الحديث، لم يكونوا يكتفون برواية الحديث، وإنما كانوا
يضيفون إليه شروحهم وتفسيراتهم بالإضافة إلى روايتهم له بالمعنى.
ومن
الأمثلة على هذا ما روي عن أبي هريرة عن رسول الله a أنه قال: (أفضل الصدقة ما ترك
غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. تقول المرأة: إما أن
تطعمني وإما أن تطلقني، ويقول العبد: أطعمني واستعملني، ويقول الابن: أطعمني، إلى
من تدعني)[1]
وقد
روي أن أباهريرة سئل بعد روايته للحديث، فقيل له: يا أبا هريرة، سمعت هذا من رسول
الله a؟
قال: (لا، هذا من كيس أبي هريرة) [2]
وبناء
على هذا، فلو أن أولئك الذين سمعوا ذلك الحديث لم يسألوه، لما تبين لنا الفرق بين
ما رواه عن رسول الله a، وما كان من فهمه وتفسيره الخاص به، وهو وإن
احترمناه إلا أنه لا يمكن اعتباره أبدا نصا مقدسا.
وبناء
على هذا يمكن التعامل مع كل الأحاديث الواردة في هذا الباب، والتي اختلط فيها
التفسير البشري، أو الرؤية البشرية مع الحقائق المقدسة.
ولعل
من أكثرها وضوحا ما رواه البراء بن عازب قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا
النبي a،
فقعد وقعدنا حوله، كأن على رؤوسنا الطير، وهو يلحد له، فقال: (أعوذ بالله من عذاب
القبر، ثلاث مرات، ثم قال: (إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع
من الدنيا، نزلت إليه الملائكة، كأن على وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان
[1]
رواه أحمد 2/ 252 (7423) وفي 2/ 476 (10175)، والبخاري: 5355 وأبو داود: 1676..