لا أزال أذكر
جيدا ـ أيها الرفيق العزيز ـ تحذيراتك لي من الكثير من الأغذية الحديثة المصنعة،
والتي لا تراعي الصحة في صناعتها، فلذلك تهتم بأذواق المستهلكين أكثر من اهتمامها
بصحتهم؛ فتطعمهم ـ من حيث لا يشعرون ـ سموما لذيذة لا يستفيد منها إلا خلايا
ذوقهم.
لقد حفظت كل تلك
التعليمات التي ذكرت لي بشأنها، وصرت قبل شراء أي نوع من الأغذية المصنعة، أنظر في
تركيبتها، وأنواع المواد الحافظة لها، أو المسببة لنكهتها وذوقها ولونها، بل صرت
أتورع عن أكثرها، حتى مع خلوه مما ذكرت خشية أن تكذب تلك الشركات فيما تذكره عنها
وعن مكوناتها وأوصافها.
وأنا أشكر لك
جميل نصحك لي، وحسن رفقك بصحة جسدي وعافيته، وأريد ـ من باب الجزاء والشكر ـ أن
أضيف إلى ما ذكرت لي من أنواع الأطعمة الضارة بالصحة أنواعا أخرى لم يذكرها
أبوقراط، ولا جالينوس، ولا داود الأنطاكي، ولا غيرهم من الأطباء في القديم
والحديث، وإنما ذكرها رب الأطباء وخالقهم، وشرحها معلم الأطباء وقدوتهم، وهي أنفع
لك ولي من كل تلك النصائح التي أسديتها، وشكرتك عليها، وعملت بما فيها.
وأولها كل طعام
يحمل فيروس الحرام، حتى لو كان ذرة واحد، فهو يفتك بصحة الروح، ويدمر سلامة القلب،
ويحدث خللا خطيرا بأجهزة الاتصال مع عالم الغيب؛ فيمنع إيصال الرسائل إليها، ويحول
دون وصول منافعها.
وقد عبر معلم
الأطباء وقدوتهم عن ضرر هذا النوع من الطعام؛ فقال مخاطبا جميع البشرية: (يا أيّها
النّاس! إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبا، وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر