أشبع من طعام، فأشاء أن أبكي أن بكيت، قال: قلت: لم يا أم المؤمنين؟ قالت:
أذكر الحال التي فارقها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ما شبع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في يوم مرتين من خبز شعير حتى لحق بالله [1].
ومع كل هذا كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم محلا لإيذاء كل المعتدين والساخرين والمنافقين ومرضى
القلوب والناكثين للعهود.. ومع ذلك كله كان يردد كل حين كل آيات الثناء على الله،
حتى يشعر القارئ لها أنه لم يخرج من القصور، ولم يلقه أحد بأذى.
هذه هي السنة العظمى أيها الرفيق العزيز.. فإن أردت أن تطبقها، فاحمد الله،
وعش بقدر ما آتاك الله من فضله، ولا تزد نعمة الله عليك، ولا تقارن حياتك بأولئك
الذين تتصور أنهم نالوا الدنيا.. بل قارنها بأولئك الذين فازوا بالآخرة، وبُشروا
وهم على هذه الأرض بالجنة؛ فأنت لم تخلق للدنيا، ولا للسكن فيها، وإنما خلقت
للآخرة، فأثبت أهليتك لها، بحمدك لربك، ورضاك بما قسم لك.
وقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مخاطبا لك ولي ولكل الجاحدين نعم الله: a: (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى
في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)[2]