أيها الرفيق
العزيز.. دينك رأس مالك، وفيه سعادتك وشقاؤك.. ومنه تصدر مواقفك وسلوكاتك.. فحافظ
عليه من فيروسات الأهواء، وسموم الآراء، وجراثيم القيل والقال التي لو تماديت عليها،
فستحوله من [دين الله] إلى [دين البشر]، والله أمرنا أن نعرفه ونعبده ونسلك الطريق
إليه من خلال دينه الذي شرعه، لا من خلال الأهواء التي شرعناها، أو شرعها الأنداد
الذين اتخذناهم من دون الله.
أظن أنك قد فهمت
قصدي.. ولعلك أيضا مقتنع به.. فكل شيء يدل عليه.. لكنك تأبى أن تقر بالحقيقة، لا
لعدم وضوحها، أو عدم ما يدل عليها، وإنما لخوفك من قومك الذين أسروك في سجونهم،
فصرت لا تفكر إلا بعقولهم، ولا تتحدث إلا بألسنتهم، أما عقلك، فقد وضعته في
الأغلال، ورميت به في الزنازن، وقيدته بجميع القيود، ومنعته من التفكير والبحث
والنظر.
وأنا لا أريد أن
أخرجك من قومك، بل أريدك أن تخرج أنت وقومك من ذلك التيه الذي أوقعتم دينكم فيه،
حين ألصقتم به كل شيء.. حتى صار ثقيلا جدا.. لا يمكن لعاقل أن يقتنع بكل تلك
الانحرافات التي زججتموها فيه رغم أنفه.
أجبني ـ أيها
الرفيق العزيز ـ عن علاقة دين الله بذلك الاستبداد الذي مثله معاوية ومثله من
أصحاب الملك العضوض، الذين جعلوا من عباد الله خولا لهم ولعشائرهم، فبدلوا أن تسمى
دولة الإسلام باسم الإسلام، أو باسم مؤسسها محمد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
تسمت بأسماء الأمويين والعباسيين والعثمانيين.. وغيرهم ممن تعرفهم، وتعرف جرائمهم.
هل يمكنك أن
تقنع أحدا من الناس بعدالة الإسلام، وأنت تجعل معاوية رمزا