ثم انتدب (س.افربوخ) اليهودي -الملقب بأبي زيام-
لتنظيم الحزب الشيوعي في البلاد العربية، وكان هذا الأخير صديقا لي في سويسرا،
وأبرز الشيوعيين في فلسطين، وقد تولى رئاسة الحزب الشيوعي في فلسطين من
(1924م-1929م).
وكانت عضوية
الحزب الشيوعي الفلسطيني أولا، قاصرة على اليهود، ثم دخله قلة من الفلسطينيين
العرب، وقد كانوا غير موثوقين لدى الأكثرية الشيوعية وغير مؤتمنين على أسرارهم.
وفي سنة
(1937م) تأسست أول حركة علنية للحزب الشيوعي الفلسطيني وراء ستار نقابة عمال في
حيفا سكرتيرها إميل توما. وفي الناصرة نقابة عمال سكرتيرها إميل حبيبي، وفي يافا
سكرتيرها فؤاد نصار.
وفي سنة
(1939م) أنشأ الشيوعيون عصبة التحرر الوطني، سكرتيرها اليهودي (بن فسكي)، ومساعده
توفيق طوبي، وكانت مطالب هذه العصبة جلاء بريطانيا، ثم تشكيل حكومة مشتركة بين
اليهود والعرب.
وفي حرب
(1948م) تحول أعضاء عصبة التحرر الوطني إلى قادة عصابات مسلحة، يذبحون الشعب
الفلسطيني. فانسحب بعض الشباب المغرر بهم، في حين وقف الشيوعيون المتحمسون يدافعون
عن اليهود ويقفون بجانبهم.
قلت: إلى
الآن.. وأنت تحدثني عن قومك وتغلغلهم في العالم.. فحدثني عن نفسك.. عن الثورة التي
قمت بها.
قال: أنا هو
قومي.. وقومي هم أنا.. أنسيت أني يهودي.. وكل يهودي يرضع مع لبان أمه لبان القومية
والعنصرية والثورة على العالم.