/11، و أرضروم في 25/ 11، و مرعش في 27/ 11، و ريزة
في 2/ 11 وأخمدت كلها بالقوة.
قلت: وبديع
الزمان؟
قال: لقد
أمرت باعتقاله، وأخذه من صومعته في جبل أرك ونفيه إلى بارلا، وهي بلدة صغيرة
نائية، لكي يخمد ذكره ويقل تأثيره ويطويه النسيان ويجف نبعه.
قلت: فهل جف
نبعه؟
قال: لا..
لقد كان النورسي بخلاف ما وضع له من خطة رهيبة، لم يترك دقيقة من وقته تمضي في
فراغ، بل صرف حياته بدقائقها في سبيل أجلّ خدمة في الوجود، خدمة القرآن والإيمان.
فانكبّ على الاستفاضة من أنوار القرآن الكريم مستعصماً به حتى أفاض الله على قلبه
من نور الآيات الحكيمة ما أفاض، فأسال منه سلسبيلاً من الرسائل سماها رسائل النور
ونشرها سراً ـ بعيداً عن أنظارنا ـ بين الرعية، فحمى بها الإيمان الذي كنا نسعى
لاقتلاعه من الحذور.
لقد صدق بعض
كتابكم[1] حين
قال :( تُرى أي مصير رهيب كان ينتظر تركيا، لو لم يقيض الله سبحانه وتعالى لها هذا
الرجل، في وقت بدأت فيه فؤوس الحقد، ومعاول الهدم تعمل على زلزلة الإيمان وتقويض
بنيانه ومسح آثاره من البلاد.. ويتراءى لنا طيف الأندلس شاحباً باكياً وقد انحسر
عنه الإسلام وغادره الى غير رجعة)
قلت: فحدثني
عن بديع الزمان، وكيف تم له ما تم؟
قال: العلم
يؤخذ من أهله، وقد حدثتك عن خبري، فاسأله عن خبره.
[1]
هو أديب ابراهيم الدباغ في كتابه (سعيد النورسي رجل الإيمان في محنة الكفر والطغيان)