responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 169

بك.

سألته متعجبا: ما الذي تقصد؟

قال: صدقني .. لقد رأيتك وأنت تتحدث معه بتلك القوة، فتذكرت مؤمن آل فرعون حين استطاع أن يحطم جدار الخوف في نفسه، ويخاطب أولئك الملأ بما لم يتعودوا سماعه.. والعجب أنه حصل لك ما حصل له.. فلم يملك هذا الفرعون أن يفعل لك شيئا، كما لم يملك فرعون موسى أن يفعل للمؤمن شيئا.

قلت له: لكني لم أكن هنا.. أنا كنت في ..

أردت أن أكمل، فخشيت أن يتهمني بالجنون، وتتغير نظرته لي، فقلت: منذ متى وأنت تراني وترقبني.. ألم تكف عن تصرفاتك هذه؟

قال: منذ الصباح .. مذ خرجت من بيتك وأنا أراقبك.. هذه هي وظيفتي.. لست أدري لم.. لكنك اليوم ملأتني سرورا وشجاعة.. فهلم حدثني عن سر شجاعتك وقوتك لعلي أقف في يوم من الأيام مثل موقفك هذا الذي يساوي الدنيا وما فيها.

قلت: أجل .. هذا واجبي.. لكني كما تعرف عيي اللسان.. لذلك سأكتب لك ما لعله يجيبك إلى طلبتك، ويبين لك سر ما رأيته مني.

كان هذا الكتاب هو جوابي له.. وقد سر به كثيرا.. وسلمه لرفاقه وأصدقائه من المستضعفين.. وقد كان له أثره البالغ فيهم..

بل كان له أثره كذلك على ذلك الضخم الذي وصلته نسخة من الكتاب، فراح يقرؤها بشغف وحزن، ثم رأيته يجمع كل من كان يستضعفهم، ويتكبر عليهم، ليقبل أيديهم ورؤسهم، ويعتذر لهم، ويتحول إلى خادم أمين لمصالحهم التي وكلت إليه.

نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست