يحترموا نداء
ربهم بالصلاة وجعلوه موضعا للندرة والنكتة كلاهما لاعقل له، لأنهما لوكانا يعقلان
لعرفا الله وعرفا الرسول وعرفا كيف يتعاملان مع الله والرسول.
ولهذا فإن المؤمن
الكامل الإيمان، والإنسان المكتمل الإنسانية، هو من صفا جوهر عقله فأصبح محلا لكل
حق ولكل خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، ولهذا يقصر الله وصف العقل عليهم في نفس الوقت
الذي يقلل من عددهم، قال تعالى :﴿ وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾(العنكبوت:43)
فآيات الله
وأمثاله لا يفهمها أو يعقلها إلا العالمون أصحاب العقول،قال عمرو بن مرة: ( ما
مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني لأني سمعت الله تعالى يقول: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ (العنكبوت:43)
وآيات الله ليس
المراد بها آيات القرآن الكريم فقط، بل هي كل آية في السموات والأرض، قال تعالى :﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران:190)
وأولو الألباب في
هذه الآية ليس المراد بهم علماء الفلك أو الذرة أو الجيولوجيا فقط ممن عرفوا كثيرا
من خبايا الكون، وإنما كل مؤمن عرف أن لهذه السموات ربا وتوجه إليه بالعبادة، أما
غيره ممن اقتصر على مشاهدة الآية أو