responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 53

فلذلك كل ما ورد في القرآن الكريم من وصف للكفار بأنهم لا يعقلون لا يراد به ذلك البدوي الجلف الغليظ الذي ناوأ النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فقط، وإنما يراد به كل ملحد أو محارب لله ورسوله، ولو علقت على صدره النياشين، ونصبت له التماثيل، وترك خلفه أطنان الأوراق، لأن تلك الأطنان تنمحي جميعا أمام كلمة كفر واحدة يجحد بها الحق، ويناوئ بها أهله.

قال تعالى :﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ (البقرة:171)

وفي هذه الآية تشبيه بليغ للمؤمن الذي قد يكون محدود الثقافة ومع ذلك يخاطب الكفار الذين قد يكون منهم العلماء والباحثون وأهل الفكر فلا يسمعون إلا صوته، ولا يفهمون ما يقول، أوقد يضحكون مما يقول، فهم كالراعي الذي ينعق بالغنم والإبل فلا تسمع إلا دعاءه ونداءه ولا تفهم ما يقولا، لأن موجات الحديث مختلفة، وطريقة التفكير مختلفة، وبعد النظر متفاوت.

وكثيرا ما نرى عقلا جبارا يحل أعقد المعضلات الرياضية، أو عقل اقتصادي يحل أفتك أزمات مجاعة، أو عقل فيلسوف يقسم الشعرة بذكائه، ولكنه إذا ما حدث عن أبسط القضايا الإيمانية صعر خده ولوى عنقه، وقال: هذه قضايا هامشية، أو مسائل غير مطروحة،ورضي بأن يموت على إلحاد أو على إيمان لا وجود لأي أثر له في حياته.

ويشبه الله أمثال هؤلاء بالأنعام تشبيها صريحا في القرآن وفي مواضع

نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست