وقيل لبعض
الحكماء: ما الجرح الّذي لا يندمل، قال: حاجة الكريم إلى اللّئيم، ثمّ يردّه بغير
قضائها، قيل: فما الّذي هو أشدّ منه، قال: وقوف الشّريف بباب الدّنيء ثمّ لا يؤذن
له.
وقال
الشّاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللّئيم
تمرّدا
وقال آخر:
أحبّ
بنيّتي ووددت أنّي
ومالي بغضها غرضا ولكن
مخافة أن تصير إلى لئيــــــم
قال: اللؤم
هو نزول الإنسان من المحل الرفيع الذي أقامه الله فيه إلى أسفل سافلين، فبدل أن
يرقى بهمته إلى المعالي ينزل بها إلى المنحدرات، ثم هو في نزوله لا يقع إلا على
الخنافس والجرذان، ولا يجد رفيقا له إلا الخنازير والسباع.
قلنا: لقد
ملأت نفوسنا تقززا، فهلا فصلت لنا مظاهر اللؤم التي بها يظهر، والألوان التي لها
يلبس.
قال: هي
كثيرة.. فلا تستطيع هذه المدرسة بكل من فيها وبكل ما فيها أن تحصي خلال اللئيم،
فهو يتلون كما تتلون الحرباء.
قلنا: فاذكر
لنا بعضها.. لنستدل بما تذكره على ما لم تذكره.
[1]
اللّؤم: شحّ النّفس ودناءة الأصل، وهو مأخوذ من مادّة (ل أم) الّتي تدلّ على ذلك،
يقول ابن فارس: (اللّام والألف والميم أصلان: أحدهما: الاتّفاق والاجتماع والآخر:
خلق رديء، فمن الثّاني: اللّؤم: يقولون: إنّ اللّئيم الشّحيح المهين النّفس
الدّنيّ الأصل (المقاييس:5/ 226)