ومن ذلك التقعر
في الحديث، وفي الحديث عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (إن الله عز وجل
يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه، كما تخلل البقرة بلسانها)[1]،
وقال a : (ألا أنبئكم بشراركم؟ هم الثرثارون المتشدقون..)[2]
ومن ذلك محبة أن
يسعى الناس إليه، ولا يسعى هو إليهم، وأن يمثلوا له قياماً إذا قدم أو مر بهم، وفي
الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :( من أحب أن
يمتثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار)[3]
قال آخر: وعينا
هذا.. فحدثنا عن الثمار التي تثمرها شجرة الكبر المسمومة.
قال الآجري:
أولها الحرمان من النظر والاعتبار.. فالمتكبر - بترفعه وتعاليه على عباد الله - قد
اعتدى من حيث يدرى أو لا يدرى على مقام الألوهية، ومثل هذا لابد له من عقوبات،
وأولها الحرمان من النظر والاعتبار، فتراه يمر على آيات الله المبثوثة في النفس
والكون، وهو في إعراض تام عنها، قال تعالى:﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)﴾
(يوسف)
ومن حرم النظر
والاعتبار كانت عاقبته البوار و الخسران المبين، لأنه سيبقى مقيماً على عيوبه
وأخطائه، غارقاً في أوحاله.. لقد ذكر الله ذلك، فقال:﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا
يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا
وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)﴾ (الأعراف)