خصصنا لذلك
رسائل خاصة من هذه السلسلة، بالإضافة إلى أن غرض هذه الرواية هو بيان آثار الذنوب
على البركة والرزق.. وذلك وحده كاف لكثير من الناس في التنفير عنها، والتوبة منها.
وقد أشارت
النصوص المقدسة الكثيرة إلى الحقيقة التي تهدف إليها هذه الرواية، ومنها قوله
تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124]، فإن هذه الآية
الكريمة تشير إلى دور الإعراض عن ذكر الله ـ والذي هو سبب كل الذنوب والمعاصي ـ في
تحقق الضنك والضيق على المعيشة.
وهكذا أخبر
الله تعالى عن نوح عليه السلام أنه في دعوته لقومه ربط الاستغفار بزيادة الرزق
وتنزل البركات: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
(10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ﴾
[نوح: 10-12 ]
ومثله هود
عليه السلام الذي قال مخاطبا لقومه: ﴿وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ
قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 52]
ونحب أن نشير
هنا إلى هذا ليس بعمومه، فقد يبتلي الله عباده الصالحين بما شاء وكيف شاء ليطهرهم
ويرفع درجاتهم.. وليجعل الأسوة بهم، وقد ورد في الحديث أنه قيل لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال: (الأنبياء
ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان
في دينه رقة ابتلاه الله على