القدرة على
قلب الحقائق.. ولذلك ذكر الله تعالى عن المنافقين توهمهم - لفرط كذبهم على الله -
أنهم يخادعونه، قال تعالى :﴿ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما
يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (9)﴾ (البقرة)،
وقال:﴿ إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا
قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ
إِلَّا قَلِيلًا (142﴾ (النساء)، وقال :﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ
يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ
وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)﴾ (الأنفال)
في الحديث
قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (المؤمن غرّ كريم، والفاجر
خبّ لئيم)[1]
قال الرجل:
فما صور الخداع؟
قال
الخرائطي: كثيرة.. لا يمكن حصرها، فهي تشمل جميع مناحي الحياة..
قال الرجل:
لا مناص لك من ذكر بعضها لنا، لنستدل بما ذكرت على ما لم تذكر.
قال
الخرائطي: لقد ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعض صور الخداع،
فقال: (لا يتلقّى الرّكبان لبيع[2]، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ولا تناجشوا[3]، ولا يبع حاضر لباد، ولا تصرّوا الإبل والغنم[4].. فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النّظرين، بعد أن يحلبها فإن رضيها
أمسكها، وإن سخطها ردّها، وصاعا من تمر)[5]
وقال: (ثلاثة
لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: