قلنا: عرفنا
الرابع.. فحدثنا عن الخامس.. حدثنا عن شهادة الزور[1].
قال
الماوردي: شهادة الزور هي قمة الخبائث المرتبطة بالأعراض، ولذلك قرنها الله تعالى
بالشرك به، فقال :﴿ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ
لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفاءَ
لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ
مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ
(31)﴾ (الحج)
وأخبر تعالى
أن شرك المشركين بعد أن اتضحت لهم الحقائق شهادة زور، قال تعالى :﴿ وَقالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ
آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (4)﴾ (الفرقان)
ولذلك فإن من
صفات المؤمنين الأساسية عدم شهادة الزور، قال تعالى :﴿ وَالَّذِينَ لا
يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (72)﴾ (الفرقان)
وفي الحديث قال
النّبيّ a: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثا)؟) قالوا: بلى
يا رسول اللّه. قال: (الإشراك باللّه، وعقوق الوالدين- وجلس وكان متّكئا، فقال-:
ألا وقول الزّور). قال: فما زال يكرّرها حتّى قلنا: ليته سكت)[2]
وقال: (من لم
يدع قول الزّور والعمل به فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)[3]
وروي أنّ
امرأة قالت: يا رسول اللّه أقول: إنّ زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)[4]
[1]
عرفها القرطبيّ بقوله: (شهادة الزّور هي الشّهادة بالكذب ليتوصّل بها إلى الباطل
من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال)