قال
الماوردي: صدقتم.. وقد ورد في الحديث قوله a:
(أوّل ما يقضى بين النّاس في الدّماء)[1]، وقال: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)[2]
قلنا: لم؟..
لم كان الأمر كذلك؟
قال
الماوردي: لكرامة الإنسان عند الله، فالإنسان بنيان الله ملعون من هدمه، وقد روي
في الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم صعد المنبر فنادى
بصوت رفيع فقال: (يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا
المسلمين، ولا تعيّروهم، ولا تتّبعوا عوراتهم، فإنّه من تتبّع عورة أخيه المسلم
تتبّع اللّه عورته، ومن تتبّع اللّه عورته يفضحه ولو في جوف رحله قال: ونظر ابن
عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك! وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم
حرمة عند اللّه منك)[3]
وفي حديث آخر
قال a : (لزوال الدّنيا أهون عند اللّه من قتل رجل مسلم)[4]
ولهذا، فإن
أول ما ذكرته الملائكة عندما أخبرها الله بأنه جاعل في الأرض خليفة:﴿ قَالُوا
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ
بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)﴾
(البقرة)