فقد وردت
الأحاديث ذامة للدياثة[1]، ومخبرة عن العذاب الشديد الذي ينتظر الديوث، ففي الحديث قال a:
(ثلاثة لا ينظر اللّه- عزّ وجلّ- إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، والمرأة
المترجّلة، والدّيّوث. وثلاثة لا يدخلون الجنّة: العاقّ لوالديه، والمدمن على
الخمر، والمنّان بما أعطى)[2]
وفي مقابل
ذلك مدحت الغيرة المنضبطة بالضوابط الشرعية، فقد وردت النصوص الكثيرة تبين فضل
غيرة الرجل على أهله، وتبين في نفس الوقت خطورة موت القلب والدياثة التي تجعل
الرجل لا يبالي بعرضه.
وقد بين a
أن هذه الغيرة الشرعية دليل كمال على رجولة الرجل، بل على إيمان المؤمن، بل اعتبر
المؤمن متخلقا بالتخلق بهذا بوصف من أوصاف الله تعالى، قال a
:(المؤمن يغار والله يغار ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئا حرم الله)[3]
وأخبر a
عن نفسه وهو الأسوة الحسنة، والإنسان الكامل وخير أنموذج عن الرجولة الكاملة عندما
قال له سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال:(أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله
أغير مني) [4]
ولكن هذه
الغيرة – مع هذا - لا ينبغي أن تشتط فتخرج إلى
الحرام، بل يجب أن تنضبط كما تنضبط جميع سلوكات المسلم بالضوابط الشرعية، وقد جمع a
تلك الضوابط في قوله a:(إن من الغيرة ما يحب الله عز
وجل، ومنها ما يبغض الله، ومن الخيلاء ما يحب
[1]
الدّياثة فعل الدّيّوث، وهو الّذي يقرّ الخبث في أهله، أي يستحسنه على أهله، وقيل:
هو الّذي لا غيرة له على أهله.