ومن الأرزاق التي
يطلبها المؤمن الحكمة التي هي هبة من الله يمن بها على من شاء من عباده، قال تعالى:﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ
أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (البقرة:269)
ومن نتائج هذه النظرة
أن يعلم المؤمن أن كل فضل مبسوط فهو ببسط الله ولا يستطيع أي مخلوق تقديره أو
قبضه، قال تعالى:﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى
شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ
يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
﴾ (الحديد:29)، أي ليتحققوا أنهم لا يقدرون على رد ما
أعطاه اللّه ولا إعطاء ما منع اللّه.
ومن نتائجها ألا يحول
الخوف على رزقه من تنفيذ أوامر الله، ولهذا ينهى الله تعالى المؤمنين أن يجعلوا من
خوف العيلة علة لترك المشركين يزورون المسجد الحرام، قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ
بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ
مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
(التوبة:28) وقد روي في سبب نزول الآية أن المشركين
كانوا يجيئون إلى البيت بالطعام يتجرون فيه، فلما نهوا عن إتيان البيت، قال
المسلمون: أين لنا الطعام؟ فأنزل اللّه الآية.
ومن نتائجها أن يلجأ
إلى الله في طلب رزقه معتقدا أن الله يرزق بغير حساب، قال تعالى عن مريم ـ عليها
السلام ـ:﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ
حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ
عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ
أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (آل عمران:37)
ومن نتائجها أن يفيض
يده بالنفقة في وجوه الخير عالما بأن الخلق من الله، قال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ
مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ