يفيد أن كل ما يحصل في
الكون من عطاء وأرزاق وهبات هي فضل من الله تعالى، وكل ما فيه من منع فهو من مقتضيات حكمته تعالى.
ومن أسمائه تعالى الدالة على هذا المعنى كذلك اسمه المركب
( القابض الباسط)، وهو يعني أن كل ما في الكون من قبض أو بسط هو من نتائج مشيئة
الله وإرادته وحكمته.
ومن موارد قبض الله
وبسطه ما ذكره الغزالي بقوله:( الله هو الذي يقبض الأرواح عن الأشباح عند الممات،
ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة، ويقبض الصدقات من الأغنياء ويبسط الأرزاق
للضعفاء، يبسط الرزق على الأغنياء حتى لا يبقي فاقة ويقبضه عن الفقراء حتى لا يبقي
طاقة، ويقبض القلوب فيضيقها بما يكشف لها من قلة مبالاته وتعاليه وجلاله، ويبسطها
بما يتقرب إليها من بره ولطفه وجماله)[1]
وقد ورد في القرآن
الكريم الآيات الكثيرة المخبرة عن مقتضيات هذين الأسماء الحسنى، ومنها الإخبار بأن
الأرزاق المفاضة على الناس بقدر أو بغير قدر هي من نتائج طلاقة المشيئة الإلهية،
وقد ورد التعبير عن هذه الحقيقة الضخمة بصيغ مختلفة:
منها الإخبار بأن ذلك
من مقتضيات خبرته بعباده، فهو أعلم أين يضع الغنى وأين يضع الفقر، قال تعالى:﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ
كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ﴾ (الاسراء:30)، وقال تعالى:﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
(العنكبوت:62)
ومنها الإخبار بأن
الناس بجهلم لا يدركون هذه الحقيقة، وهذا يعني لو أنهم علموا وتأملوا لتحققوا بهذا
المعنى، قال تعالى:﴿ قلْ إِنَّ رَبِّي
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَعْلَمُونَ ﴾ (سـبأ:36)