وقد رد ابن القيم
على استدلالهم بأنه لو أريد بالآية بيان عدم انتهاء مدة العذاب لم يقيد بالأحقاب،
فإن ما لا نهاية له لا يقال هو باق أحقابا ودهورا وأعصارا أو نحو ذلك، ولهذا لا
يقال ذلك في نعيم أهل الجنة، ولا يقال للأبدي الذي لا يزول هو باق أحقابا أو آلافا
من السنين.
الدليل الثاني:
وهو مستند إلى أن المقادير
جميعا قائمة على أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فلا يشذ شيء عن هذه الأسماء، وأول
ذلك أن الله تعالى تسمى بالغفور الرحيم، ولم يتسم بالمعذب ولا بالمعاقب، بل جعل
العذاب والعقاب في أفعاله، فهو فعل لا وصف.
وهذا التفريق واضح
في القرآن الكريم، ومنه قوله تعالى:﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الحجر:49)
ثم قال بعدها:﴿ وَأَنَّ
عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾
(الحجر:50)