وهذه الفرقة هي
كريات الدم التي يبلغ عددها حوالي ثلاثين ألف بليون كرة بين بيضاء وحمراء، فإذا
رأيت بثرة حمراء وفيها صديد على الجلد فاعلم أن صديدها إن هو إلا فرق ماتت في سبيل
واجبها، وأن الاحمرار هو كريات دم في صراع مع عدو غادر.
ومن أهم وظائف
الجلد، حفظ الجسم عند درجة ثابتة من الحرارة، إذ أن أعصاب الأوعية الدموية في
الجلد تنشطها عندما يشتد حر الجو، كي تشع منه الحرارة، وتفرز غدد العرق ما يزيد
على لتر من الماء فتخفض درجة حرارة الجو الملاصق للجلد.
أما إذا اشتد برد
الجو فإن الأوعية الدموية تنقبض، فتحتفظ بحرارتها ويقل العرق.. وهذا الجهاز العجيب
أعد بعناية وتقدير ليكيف حرارة الجسم فيجعلها على درجة 37 مئوية دوما في خط
الاستواء أو في القطب.
وقد قال الدكتور
(رتشارد كابوت) في هذا الشأن:( لقد أودع الله في أجسامنا قدرة عظيمة شافية تعين
على الصحة، وفطنة لا تنام لها عين، ويحاول الأطباء تقليدها ومعاونتها بالمبضع تارة
وبالدواء أخرى، وهذه القدرة البارعة الجبارة لا تفتأ تشد من أزرنا في كفاح العلل
والأمراض)
وجلد الإنسان شيء
خاص به، فلا يشبه جلد إنسان إنسانا آخر أبدا كما أن الجلد نفسه يتجدد، فالجلد
الحالي ليس هو جلد العام الماضي، فإن تجديدات الجلد مستمرة بنمو الخلايا التي في
الطبقات التي تكون الجلد فكل 20 طبقة من الخلايا تكون سطح الجلد.
وبالرغم مما وصل
إليه العلم من حقائق وغرائب في جسم الإنسان، فهناك أسرار ما زالت تكتشف لتضع
الإنسان موضع العجب والحيرة التي لا بعدها إلا التسليم بوجود الله وقدرته وعظمته.