بعد هذه الأقوال
جميعا، والتي تكاد تحصي كل الاحتمالات الممكنة للمسألة فإن القول الذين نراه،
والذي ينسجم مع عدالة الجزاء، وقد تجمع على أساسه النصوص المختلفة هو ما وردت به
النصوص من أن هؤلاء الذين لم تتح لهم فرصة التكليف في الدنيا تتاح لهم هذه الفرصة
في الآخرة.
فيرسل إليهم الله تعالى
رسولا، وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه دخل
النار، وبناء على ذلك يكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار.
وقد وردت بعض
النصوص تدل على هذا القول:
ومنها ما روي أن النبي
a قال:( أربعة يمتحنون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع،
ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في الفترة، أما الأصم فيقول:( يا رب قد جاء الإسلام
وما أسمع شيئا) وأما الأحمق فيقول:( يا رب قد جاء الإسلام والصبيان يرمونني
بالبعر) وأما الهرم فيقول:( يا رب قد جاء الإسلام وما أعقل شيئا) وأما الذي مات في
الفترة فيقول:( ما أتاني لك رسول)، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم رسولا أن
ادخلوا النار)، قال a:( فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا
وسلاما، ومن لم يدخلها سحب إليها)[1]
وفي حديث آخر قال a:( يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا وبالهالك في الفترة
وبالهالك صغيرا، فيقول الممسوخ عقلا: يا رب لو آتيتني عقلا ما كان ما آتيته عقلا
بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك في الفترة: لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك
عهد بأسعد بعهدك مني، ويقول الهالك صغيرا: يا رب لو آتيتني عمرا ما كان من آتيته
عمرا بأسعد بعمره مني، فيقول الرب سبحانه: إني آمركم بأمر أفتطيعوني؟ فيقولون: نعم
وعزتك