خطايا[1].. وهو مما يسيء إلى هذه المرأة الشريفة الفاضلة التي
شرفت بخير مولود على هذه الأرض.
أما ما يروى عن أب
رسول الله a من أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: (في
النار)، فلما قفى دعاه فقال:(إن أبي وأباك في النار)، فلهذا الحديث ثلاثة طرق:
أما السند الأول،
فروي عن طريق حماد بن سلمة عن ثابت وهي التي جاء فيها: (إن أبي وأباك في النار)
وأما السند الثاني،
فهو عن طريق معمر عن ثابت وهي خالية من ذكر ( إن أبي وأباك في النار)
وأما السند الثالث،
فعن طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص وهي
خالية أيضا من ذكر (إن أبي وأباك في النار)، غير أنها تنتهي بقوله a:( حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار)
فالطريق الأولى في
سندها ثابت وحماد بن سلمة، أما ثابت فهو عند بعضهم ثقة، ولكن ذكره ابن عدي في
الضعفاء وعلل الحديث فقال:( إنه وقع في أحاديثه ما ينكر، وهذا الحديث منها، وأمَّا
حماد فقال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة (فتح الباري): حماد بن سلمة بن
دينار البصري أحد الأئمة الأثبات إلا أنه ساء حفظه في الآخر. وقال السيوطي عن حماد
بن سلمة في كتابه (مسالك الحنفا في نجاة والدي المصطفى): إن حماد تكلم في حفظه
ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسها في كتبه، وكان حماد في آخر حياته لا
يحفظ فحدث بها فوهم فيها ومن ثم لم يخرج له
[1] ومما يزيد الطين بلة أن الخطايا عند بعض النفوس
المريضة لا تعني إلا الفواحش.