والآخرة، وقيل: إن المراد منها قوله تعالى:﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا
وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة:21) وكلا القولين
سواء.
ومن ذلك ما أوجب تعالى
على نفسه ـ رحمة منه وفضلا ـ من تأخير العذاب كما قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ
لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ﴾
(هود:110) أي لو لا كلمة سبقت من ربك بتأخير الحساب إلى يوم المعاد
لعجل لهم العذاب.
ومثل ذلك ما أوجب على
تعالى على نفسه ـ رحمة منه وفضلا ـ من تأخير القضاء، قال تعالى:﴿ وَمَا
كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ
سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ (يونس:19)
ومثل ذلك وعده بملأ
جهنم من مستحقيها من الجنة والناس، قال تعالى:﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ
الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (هود:119) أي ثبت ذلك كما أخبر وقدر في أزله؛ وتمام
الكلمة امتناعها عن قبول التغيير والتبديل.
وعلى عكس ذلك تحقيقه
النصر على من صبر من بني إسرائيل، قال تعالى:﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى
عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا ﴾ (لأعراف: 137)، والكلمة التامة هنا هو