من تلك الحرفة أو من
ذلك الطعام، ولا يستبعد أن يكون مسجلا ضمن مورثاته.
وأما عمله، فلعل المراد
منه هو الوظيفة التي ندب لها، ونوع الأسئلة التي تطرح عليه، وليس المراد منها ما
يعمله هذا الجنين، أو ما يجيب به.
أما الشقاوة والسعادة،
فهي بناء على ما ذكرنا سابقا يكتب كلاهما عليه بناء على عمله.
وربما يستأنس لهذا بما
ذكره بعض العلماء من أن هناك جينات مخصوصة تحدد الإجرام في شخصية الإنسان، وما إلى
ذلك، ونسبةً لضخامة المسؤولية الملقاة على عاتق الجينات، ازداد عددها في جسم
الإنسان والحيوانات القريبة منه فبلغ عددها حوالي مائة ألف جين.
وربما نستأنس لهذا
القول أيضا بما ورد من بقاء جزء من الإنسان لا يصيبه البلى ليعاد من خلاله جسده.
فالأجساد إذا أراد
اللّه تعالى بعثها ونشورها أنزل من تحت العرش مطراً يعم الأرض جميعاً، ونبتت
الأجساد في قبورها كما تنبت الحبة في الأرض، ولهذا جاء في الحديث:( ما بين
النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من
الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة)[1]
وقد ورد في الحديث عن
أبي رزين، قلت:( يا رسول اللّه كيف يحيي اللّه الموتى؟ وما آية ذلك في خلقه؟)،
فقال a:( يا أبا رزين أما مررت بوادي قومك ممحلاً ثم مررت به يهتز خضراً)،
قلت:( بلى)، فقال a:( فكذلك يحيي اللّه الموتى) [2]