يتعرض لها العبد،
والتي اصطلح الشرع على تسميتها بالفتن والبلاء تتضمن كذلك الاحتمالات المختلفة
لإجابته، وبالتالي يصنف العبد قبل إجابته في الأصناف المختلفة حتى إذا ما حدد
وجهته ثبت في التصنيف الخاص بها.
ومما قد يشير إلى هذا
القول ما ورد في النصوص من أن الله تعالى ـ
من تمام عدله ـ أنه أعد لجميع الخلق منازل في الجنة ومنازل في النار، تقديرا
لاحتمال العبد الجنة أو النار، مع أن علمه ـ كما ذكرنا سابقا ـ قد حدد أهل الجنة
وأهل النار.
ويشير إلى ذلك قوله
تعالى عن أهل الجنة بعد دخولها:﴿ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ﴾ (لأعراف: 43)
وقد ورد في تفسيرها عن
رسول الله a:( كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول: لولا أن اللّه هداني
فيكون له شكراً، وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول: لو أن اللّه هداني فيكون
له حسرة)[1]
ومثل ذلك يحصل في القبر
حيث يرى الميت منزله من الجنة ومنزله من النار، كما في حديث أبي قتادة في قوله
تعالى:﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ (ابراهيم:27)، قال:( إن المؤمن إذا مات
أجلس في قبره، فيقال له: من ربك؟ فيقول: اللّه، فيقال له: من نبيك؟ فيقول: محمد بن
عبد اللّه، فيقال له: ذلك مرات ثم يفتح له باب إلى النار، فيقال له: انظر إلى
منزلك من النار لو زغت، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له: انظر إلى منزلك من
الجنة إذا ثبت. وإذا مات الكافر أجلس في قبره فيقال له: من ربك؟ من نبيك؟ فيقول:
لا أدري، كنت أسمع الناس يقولون، فيقال له: لا دريت، ثم يفتح له باب إلى الجنة،
فيقال له: انظر إلى منزلك إذا ثبت، ثم يفتح له باب إلى