تُلقى بتسبيحة من حيث ما انصرفت وتستقر حشا الرائي بترعاد
أي
يقول من رآها: سبحان خالقها.
وهذه
النظرة تخالف النصوص الصحيحة الصريحة الكثيرة التي تفيد بأن للكون تسبيحه وعباداته
الخاصة.
بل
إن النصوص لم تكتف بالحديث العام، الذي قد يحتمل التأويل، بل ذكرت أنواع العبادة التي يمارسها الكون.
وسنحاول
التعرف على بعض هذه الشعائر التعبدية في هذا الفصل.
1 ـ القنوت
:
أول
هذه العبادات، وعلى رأسها، ويتربع ذروة سنامها: القنوت لله تعالى، كما قال
تعالى:﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾ (البقرة:116)، وقال
تعالى:﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾
(الروم:26)
والقنوت
هو دوام الطاعة، ولذلك يقال للمصلي إذا طال قيامه أو ركوعه أو سجوده هو قانت في
ذلك كله، كما قال تعالى:﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً
وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)(الزمر: 9) فاعتبره
تعالى قانتا في حال السجود والقيام.
ومثله
ما ورد في الحديث حين سئل رسول الله a أي الصلاة أفضل فقال:(