responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261

أنظارهم، يجلس العارفون المتخلصون من كثافة حجاب العقل المقيد بقيود الحس والوهم في أرائك جنة المشاهدة والمكاشفة واليقين.

فالعارف يرى ما يؤمن به ويعيشه، أما العالم أو طالب العلم فيكتفي بأن يبحث عن أدلة ما يسمع عنه، وقد يحجب بالأدلة عن المدلول، وبالطريق عن الغاية.

وفي الوقت الذي يقلب فيه العالم صفحات الكون ليستدل به على ربه، ينطلق العارف من به ليستدل به على الكون، قال ابن عطاء الله:( الكون كله ظلمة، وإنما أناره ظهور الحق فيه، فمن رأى الكون ولم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده فقد أعوزه وجود الأنوار، وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار)

فالكون في نظر العارفين ـ بالنظر إلى ذاته ـ لا يزال خاملا في ظلمة العدم المحض، فلا وجود له لولا نور الموجد، فلولا ظهور الحق فيه، ظهور إيجاد وتعريف لا ظهور حلول وتكييف لما كان له أي وجود.

وهذا هو الفرق العظيم بين العارف والعالم، فالعارف في محل الرؤية قد تجاوز فيافي الاستدلال وصحراء النظر ومتاهات البحث، أما العالم فلا يزال تنقطع به السبل دون حصول ذلك اليقين الذي ينعم به العارف، قال ابن عطاء الله: (شتان بين من يستدل به أو يستدل عليه، المستدل به عرف الحق لأهله، وأثبت الأمر من وجود أصله، والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه. وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه؟ ومتى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه؟)

نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست