وأصوات
فقلت:( من هؤلاء؟) قال:( الشياطين يحرفون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت
السماوات والأرض، ولولا ذلك لرأت العجائب)[1]
وسنتجول
في هذا الفصل مع العارفين في بعض جنان الملكوت، لنعيش بعض أشواقهم، ونذوق من بعض
شرابهم.
ونحن
نقر في بداية هذا الفصل صعوبة الكلام في هذا الباب من نواح متعددة، منها ما له
علاقة بالذوق، ومنها ما له علاقة بالتعبير، ومنها ما له علاقة بالعقل، ومنها ما له
علاقة بأولئك المترصدين لكل كلمة ليحكموا من خلالها بالكفر أو البدعة.
ولذلك
سنحاول أن نبسط الكلام في الموضوع بقدر الطاقة، ونحاول أن نلتمس من التعابير ما لا
يثير أحدا من الناس.
1 ـ الفناء:
أول
خطوة يبدأ بها السالكون طريق المعرفة هي إعدام رؤية الكون الذي يتوهمونه، والذي لا
حقيقة وجودية له.
فلا
حقيقة للكون القائم بذاته، أو الذي يستمد وجوده من ذاته، كما يستمد تدبيره من
ذاته.
وهذا
الإعدام يعبرون عنه بالفناء[2] عن رؤية الأكوان، ويعرفونه بأنه (