التي نراها للأشياء لها علاقة كبيرة بانفعالاتها التي يسببها سلوكنا،
ولذلك قد نستلذ طعوما أو مناظر في بعض الأيام، ثم نستقبحها أياما أخرى، وقد نعزو
ذلك إلى نفوسنا فقط ونعزل الكون من هذا الأثر المتناقض للأشياء.
وقد
ورد في الآثار ما يدل على سرور الأشياء، والذي قد يسري إلى الناظرين ليشعرهم
بالأنس والسعادة، فقد روي أن الجبل يفخر إن مر عليه ذاكر لله تعالى، فعن ابن مسعود
قال:( إن الجبل ليقول للجبل: هل مرَّ بك اليوم ذاكر لله؟ فإن قال: نعم، سُرَّ به)
ثم قرأ عبد الله قوله تعالى:﴿
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾ (البقرة:116) قال:(
أفتراهن يسمعن الزور ولايسمعن الخير)[1]
وعن
أنس بن مالك قال:( ما من صباح ولا رواح إلا تنادي بقاع الأرض بعضها بعضا، يا جاره
هل مر بك اليوم عبد فصلى لله أو ذكر الله عليك، فمن قائلة لا، ومن قائلة نعم، فإذا
قالت نعم رأت لها بذلك فضلا عليها)[2]
وقد
أخبر القرآن الكريم عن مشاعر الخشية من الله التي تجعل الحجارة تهبط أو تتفجر أو تتشقق..
قال تعالى:﴿ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ
الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه[3])(البقرة: 74)