responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 163

يناسبه من الرحمة، لكن لا نبالغ في الرحمة كل المبالغة بحيث نرحم الشاة فلا نذبحها مثلا، لأن للرحمة حدا لا تتعداه، وقد سمى الحق تعالى نفسه أرحم الراحمين وأمرنا بذبح الحيوانات فنذبحها مع رقة القلب، ونضرب من شرد عن طريق الاستقامة من رعية وعبد وولد وبهيمة رحمة به على وجه التأديب لا التشفي للنفس، ونكون أرحم به من نفسه)[1]

وقد ذكر الشعراني التزام الربانيين بهذا العهد الذي أخذه رسول الله a على أمته، فذكر عن علي الخواص قوله:( من شروط من تخلق بالرحمة على العالم أن يعامل الجماد معاملة الحي، فيمسك كوز الماء مثلا ويضعه برفق وشفقة، خوفا أن يتألم من الوضع)

وقد بلغت به شفافية الروح المسالمة أن قال عن نفسه:( وقد وضعت الكوز مرة بعنف فقال: أه، فمن ذلك اليوم وأنا أضعه برفق)

ويتحدث عنه الشعراني أنه كان يملأ أواني الكلاب ويقول:( إنهم مساكين لا يقدرون أن يملؤوا من البئر إذا عطشوا ويمنعهم الناس من دخول دورهم، ومن الشرب من حيضان دوابهم خوف التنجيس)

ويروي عنه أنه كان يرسل بعض تلامذته إلى المذبح فيأتي بشعث اللحم وبالطحال ونحوهما للقطط كل يوم ويقول:( إن غالب الناس اليوم لا يطعم قطة الدار شيئا، وإنما تخطف كلما قدرت عليه إذا جاعت على رغم أنفه)


[1] العهود المحمدية، الشعراني.

نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست