بل يعتمد كلياً على
حالات عدم التجانس الروحي، أو المشاعر السلبية..
قلت: فهمت بعض هذا
سابقا، فما الثانية؟
قال: يتم استخلاص
الطاقات العلاجية للأزهار من حالتها المادية البسيطة، أي مباشرة، وليس بالتخفيف
الهوميوباثي، وهنا لا يمكن أن يكون هناك جرعة أكثر من اللازم، ولا آثاراً جانبية،
ولا تضارباً مع أي طريقة علاجية أخرى.
قلت: هذا يحتاج إلى
أسئلة كثيرة، قد أسألك عنها بعد أن تخبرني عن الناحية الثالثة.
قال: إن كون أدويتي
زهرية عديمة الضرر مطلقاً، جعلها متيسرة للعلاج من المعالج أو للعلاج الذاتي
لمجموعة أكبر من الناس بالمقارنة مع باقي الأنظمة العلاجية.. بل لا يحتاج
استعمالها إلى تدريب على الطب أو العلاج النفسي المعروف، وإنما إلى الإدراك،
والقدرة على التفكير والتقدير، وأهم من كل ذلك الحساسية الطبيعية، والإحساس بالشخص
الآخر.
قلت: إنك تحمل
بشارات عظيمة للشفاء.. فكيف تفسرها؟
قال: لم تصل الوسائل
العلمية الاختيارية والقياسية ـ التي يستعملها قومك ـ إلى المستوى الذي تشرح فيه
كيفية عمل أكثر الأنظمة العلاجية البديلة.. ولعل أدويتي أكثرها صعوبة لأنها تتجه
صوب الحالة الروحية للفرد، وهي شيء ليس في المستقبل المنظور احتمال قياسه، هذا إن
كان ذلك ممكناً.. ولكن مع ذلك لا يمكن تجاهل الأثر الذي تحدثه هذه الأدوية، فهي
تعمل وتحقق نتائج إيجابية حقيقية.
قلت: أنا لا أتحدث
مع باحثين من قومي.. بل إني أتحدث معك شخصيا.. فأخبرني عن تفسيراتك لتأثير أدويتك.
قال: إن عمل هذه
الأدوية هو لرفع ذبذباتنا، وفتح قنواتنا لاستقبال الذات الروحية، ولإغراق طبائعنا
بالمزية المعينة التي نحتاج.. وهي قادرة، كأي موسيقى جميلة، أو أي شيء مجيد مشجع
يمنحنا التحفيز للمثابرة، إلى رفع طبائعنا وتقريبناً أكثر من ذواتنا.. وهذا العلم
ذاته