قال: أنا أجلس مع
نفسي، فأتصور الألم إنساناً أو مخلوقاً آخر.. ثم أتكلم معه، وأسأله أسئلة مختلفة،
ثم استدرجه للقضاء عليه.
قلت: كيف ذلك؟
قال: سأذكر لك مثالا
عن صاحب من أصحابي اعتمد هذا الأسلوب في العلاج، هو رولاند شون، فقد حكى لي عن
نفسه ما استفاد منه، فرحت أطبقه.
قلت: وما حكى لك؟
قال: لقد التوى
عموده الفقري في مناسبة بسيطة، وبعد ثماني سنوات كان لا يزال يعتقد بأن الألم لم
يكن بدنياً تماماً، وإنما هناك جانب نفسي.. وقد كان حساسا، فاعتقد بأن للألم علاقة
بإحساسه بالذنب من تغييره عمله.
قلت: وما علاقة
إحساسه بالذنب بالمرض؟
قال: لقد أثبتت
الأبحاث أن الرغبة بالانتقام من النفس من الممكن أن تؤدي إلى أشكال عديدة من
الألم.. فحتى لو زال السبب البدني فإن الألم يستمر لأن المريض يحتاج إلى الألم.
قلت: كيف يحتج الألم
للمرض؟
قال: ألم تسمع مذهب
صديقي ادوارد باخ؟
قلت: لا أعرفه.. ولا
أعرف مذهبه.
قال: هو الدكتور
الإنكليزي إدوارد باخ، وقد كان طبيبا هوميوباثياً وباحثاً بكتربولوجيا ناجحاً..
وفي عام 1930م ترك عمله في عيادته الناجحة في شارع هارلي الشهير في لندن، وعكف على
محاولة العثور على نظام طبي أبسط وأكثر طبيعية بحيث لا يحتاج إلى تغيير أو تدمير
أي شيء من مواد الدواء الأولية.. وهو صاحب العلاجات الزهرية.. وهو يتجول في هذا
المستشفى للبحث عن بعض الأزهار، ولو صبرت قليلا للقيته.