دخلت القسم الثاني
من أقسام (دساتير الأطباء)، فوجدت جمعا لا يقل نشاطا وأدبا عن الجمع السابق.. إلا
أني لاحظت وجود رجال الحزم في هذا القسم، وهم رجال كالرجال الذين يقفون على
الأبواب تظهر عليهم الشدة والغلظة.
اقتربت من مجموعة
منهم، فسمعت أحدهم يقول: إن الطبيب يتحمل مسؤولية عظيمة بوظيفته.. فقد جعل الله
بنيانه بين يديه ليتصرف في إصلاحه.. فلذلك لا بد من وضع القوانين التي تنظم كيفية
تعامله مع المرضى.. فلا يصيبها بالخراب.. ولا يصيب بنيانها بالدمار.
قال آخر: لقد أشار
رسول الله a إلى هذه المسؤولية، فقال:(من تطبب، ولم يعلم منه
الطب قبل ذلك، فهو ضامن)[2]
قال آخر: لقد فكرت
في الأصول التي يمكنها أن تحفظ مسؤولية الطبيب، فوجدتها أربعة أرى أن ينصب جميع كلامنا
حولها.
قالوا: نعلم أنها
أربعة.. ولكن ما هي؟
قال: الحسبة،
والاختبار، والتضمين، والتحذير.
قالوا: فكيف توصلت
إلى وجه الحصر فيها؟
قال: أول شيء هو أن
نبحث عن الأطباء لنرى مدى شعورهم بالمسؤولية المعلقة