قال: نعم.. يجتمع
فيه أهل الحل والعقد منهم ليناقشوا ما يجعل من الدواء الذي أنزله الله دواء نافعا.
قلت: فما وجدوا؟
قال: هناك أربعة
أقسام ستزروها.. وفي كل قسم دستور خاص به وستذهب إليهم، وتسمع منهم، ويمكنك أن
تسألهم لتعرف ما يجعل من هذا الدواء ترياقا نافعا.
قلت: سأذهب أنا
إليها.. وأين ستذهب أنت؟
قال: أنا ذاهب إلى
حقل التجارب.. فهو محلي الأول.. وقد اكتشفت منذ فارقتك عشر أدوية نافعة تهدم عشر
أدوية كيميائية كان أهل هذا المستشفى يستعملونها للضرورة.
الخبرة
قصدت القسم الأول من
دساتير العطارين، وهو الدستور الخاص بالخبرة، فوجدت لافتة مكتوبا عليها قوله a:(من تطبب، ولم يعلم منه الطب قبل ذلك، فهو ضامن)[1]
دخلت القاعة، فرأيت
جمعا من الناس، وكأن على رؤوسهم الطير، يستمع بعضهم إلى بعض، ويحترم بعضهم بعضا،
وكان الجو مملوءا بالخشوع الهادئ الجميل.
سألت أحد الجالسين:
من هذا الجمع المبارك.. فإني أشم فيه من روائح الأدب ما لا أشمه في مجالس قومي.