الزائدة منها، كما
يعمل على تليين الجلد، وإعطاء الجسم نعومة وطراوة ورائحة عطرة، وهو يفيد في علاج
ضربات الشمس والحمى الشديدة.
العوسج:
سرت خطوات قليلة
بعيدا عن الزيزفون.. فإذا بي أفاجأ بشجيرة عوسج[1].. فقلت: سبحان الله الذي يجمع بين المتناقضات.. تلك
كانت ترحب بي بأزهارها وقلوبها المتفتحة.. وهذه بجانبها تنذرني وتخيفني بأشواكها
السامة.
فنطقت بصوت لا يقل
عن أذى أشواكها، وقالت: ولكنا لا نتصارع كما نتصارعون.. ولا يؤذي بعضنا بعضا كما
يفعل بعضكم مع بعض.
قلت: ولكن.. حسب
الزيزفون ألما أن تقفي بجانبي.
قالت: لا تقل هذا..
فلو خطر على باله هذا لحوله الله شجرة الزقوم التي يطعمها الله في القيامة لأهل
النار.
قلت: ألا يسخر منك..
وأنت تقفين بجانبه بأشواكك السامة؟
قالت: هو لا يسخر
مني ولا يخاف.. بل نحن لا ننظر إلى بعضنا كما ينظر بعضكم إلى بعض، وقد قال تعالى
فيكم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ
عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ
يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ﴾(الحجرات:11).. ولم ينزل الله فينا ما أنزل
فيكم.
قلت: ذلك أنكم لستم
مكلفين.
قال: كيف تقول ذلك..
وقد قال تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ وَهِيَ
دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
[1] يعرف العوسج بعدة أسماء
منها: قصر، عوسجة، وعنب الديب، كما يعرف علمياً باسم Lycium shawi، وهو عبارة عن شجيرة شوكية معمرة يصل ارتفاعها إلى حوالي مترين..
له سيقان خشبية متفرعة والفروع متعرجة ومتداخلة.. الأوراق صغيرة وبسيطة ذات لون
أخضر يميل إلى الصفرة.