قلت: فحدثني عن
بركات منافعك.. أم تراك ترضى الخمول.. فلا تخرج.
قال: بئس من يكمل،
ويبقى خاملا.. من كمل عليه أن يخرج لينتفع به الناس.
قلت: فإذا كملت بما
تنفع الناس.
قال: لقد نفعتهم ـ
باسم الله النافع ـ على طوال الدهور، فقد عرفت جذور نبتتي منذ أكثر من أربعة ألاف
سنة عند البابليين كعنصر مقو للجسم ومناعته.
وقد عرفني المصريون
القدماء، وأعدوا العصير من جذوري.. وقد وجدت جذور العرقسوس في قبر الملك توت عنخ
أمون الذي تم أكتشافه في عام 1923.. فقد كان الأطباء المصريون القدماء يخلطوني
بالأدوية المرة لإخفاء طعم مرارتها، وكانوا يعالجون بي أمراض الكبدوالأمعاء.
وكان الطبيب
اليوناني ثيوكريتوس يعالج بي السعال الجاف والربو والعطش الشديد.
قلت: والعرب.. أمتي
التي تمتد فيها جذوري.
قال: لقد عرفوني
وأحبوني، وكانوا يستخدموني كطعام ودواء.. وقد وصفوني لعلل كثيرة.
قلت: حدثتني عن
ماضيك.. فحدثني عما وضع الله فيك من بركات الشفاء.
قال: لقد ذكرني ابن
سينا في القانون، فقال:(إن عصارته تنفع في الجروح، وهو يلين قصبة الرئة، وينقيها
وينفع الرئة والحلق، وينقي الصوت ويسكن العطش وينفع في التهاب المعدة والأمعاء
وحرقة البول)
وقال عني ابن
البيطار:(أنفع ما في نبات العرقسوس عصارة أصله، وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل
مع قبض فيها يسير، ولذلك صارت تنفع الخشونة الحادثة في المريء والمثانة، وهي تصلح
لخشونة قصبة الرئة إذا وضعت تحت اللسان وامتص ماؤها، وإذا شربت وافقت التهاب
المعدة والأمعاء وأوجاع الصدر وما فيه، والكبد والمثانة ووجع الكلى، وإذا