قال الرجل: بم؟..
ليس لدي القدرة على المواجهة، وليس لدي أسلحة.. ثم ألست في مدائن السلام؟.. فكيف
يستقيم السلام مع الحرب؟.. وكيف تستقيم الطمأنينة مع الثورة؟
قال الشيخ: لا تكون
الطمأنينة إلا بالثورة.
قال الرجل: لم أفهم.
قال الشيخ: ماذا
تفعل إذا أردت أن تبذر البذر لينبت لك العشب والثمر؟
قال الرجل: أثير
الأرض.. أحرثها.. أقلبها.. أرفع الحجارة عنها.
قال الشيخ: كما أن
الأرض تثار بالحرث، فأنت أيضا تثار..
قال الرجل: بم؟
قال الشيخ: بالإرادة
والمواجهة والتحدي.
قال الرجل:
التحدي!؟.. أأتحدى أقدار الله؟
قال الشيخ: بأقدار
الله.. فالله تعالى قدر لكل شيء مقاديره.. ﴿ ِنَّا كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ((القمر:49)
ولذلك، فإنه من
البلاهة والحمق مصادمة القوانين التي خلقها الله ونظم بها كونه، لأن المصادمة
حينئذ لا تكون للقوانين، بل تكون لله، واحترام القوانين هو تعظيم لله، وعبودية له.
قال الرجل: ولكن..
أليس في انشغالنا بالله ما يغنينا عن مواجهة مقادير الله.. ألم نخلق للعبودية؟..
فما حاجتنا للمواجهة التي تحمل بذور الصراع؟